فارس الإرادة ديفيد كونستانتين التجربة التي غيرت حياة الاف البشر وولدت حركة عالمية
رسالة السويد / ستوكهولم / ايمان النمنكاني
في عالم مليء بالتحديات، يظهر بعض الأفراد كرموز ملهمة تعكس قوة الإرادة والعزيمة. واحد من هؤلاء الأفراد (فارس الإرادة ديفيد كونستانتين)، الذي استطاع بتفانيه وإصراره لتحقيق احلامه أن يتجاوز كل العقبات التي واجهته بسبب الحادث الذي تعرض له.
تجربة (ديفيد كونستانتين) كانت تجسيدًا حقيقيًا للقدرة على تحويل التحديات إلى فرص، من خلال العمل الجاد والإيمان بقدراته، حيث تمكن من الوصول إلى آفاق جديدة في حياته، سواء في المجال الأكاديمي أو المهني.
وكان للدعم المجتمعي، والتفاؤل، والإيجابية، دورا كبيرا مع الإرادة القوية في أن يتغلب على أصعب الظروف ، ويكون صاحب تجربة ملهمة.
وقد رأيت نقل هذه التجربة التي استمتعت بسماعها وأنا في السويد لأبناء بلدى من ذوي الهمم، لتكون نبراس يضئ حياتهم بالأمل ، تعالوا مع أختكم (إيمان عبد اللطيف النمنكاني) لنستعرض معًا هذه الرحلة الملهمة ، ودروسها القيمة التي يمكن أن نستفيد منها جميعًا في حياتنا اليومية.
رياضي في الحادية والعشرين من عمره ، عنفوان الشباب يملأ الدنيا ضجيج وصخبا ، ويضج بالنشاط والحيوية، مليئا بالخطط والطموح ، وبدون سابق تجربة يقفز قفزة خاطئة؛ تُحدث كسر في فقرة من فقرات عنق رقبته اقعدته على كرسي متحرك ، ولم يتخيل أحد أن القفزة التي اقعدته وجعلته صديق لكرسيه المتحرك سوف تكون هي قفزته الأكبر والأنجح نحو الوصول إلى الإبداع والإلهام والوصول للقمة .
ديفيد قسطنطين لم يقف مكتوف الأيدي ، وبهدوء وثبات وكرامة قدم قصة الهامه ، تُحكي للجميع. كيف يُمكن للقدّر الشخصي أن يُولّد حركة عالمية ، وتجربة تغير حياة آلاف الناس، لم يسعى لإن يكون قدوة بل سعى لمساعدة الناس واسعادهم ، فجعله الله قدوة وتجربة ملهمة للجميع.
درس تصميم المنتجات، مُستفيدًا من خبرته الشخصية - ليس من الناحية النظرية، بل من الحياة اليومية لشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
أدرك منذ الصغر أنه إذا لم تكن المساعدات الطبية مُلائمة لحياتك، فعليك تحسينها.
بدأ بفكرة تحولت لمشروع دراسي ، ثم تحولت لمرحلة العمل ، وتم تصنيع كراسي متحركة بسيطة ومتينة، ُصممت خصيصًا لواقع الدول شحيحة الموارد، فكانت فكرة ديفيد مشروعًا يتجاوز التكنولوجيا بكثير ويعمل علي منح الناس فرصة الحركة مجددًا، بل ومنحهم في كثير من الأحيان جزءًا من كرامتهم.
وتحول ديفيد قسطنطين من المتأثرين إلى المشاركين في الإبداع، وعبر أكثر من 30 عامًا في بناء "موتيفيشن" وتأسيس شبكتها الدولية، نجح في تحقيق حلمه ، واصبحت كراسيه المتحركة الآن تُستخدم في أكثر من 130 دولة.
لقد كان عمله لا يُحدث ضجة، ولا يُظهر بطولية. بل عمل يتميز بسؤال: "ما الذي يحتاجه الناس حقًا؟" .
رحلة ثلاثون عام في خدمة الناس واسعادهم، فاستحق اليوم أن يكون في الصدارة ، وسعت إليه المناصب ليشرفها باسمه ، منها رئاسة الجمعية الدولية للأطراف الصناعية والأجهزة التقويمية (ISPO)، و مساهمًا بخبرته في لجان منظمة الصحة العالمية، و لم يكتفي بذلك، بل أنشأ منصة جديدة تُسمى "الحرية من خلال التصميم"، لمواصلة عمله، ليس لأنها وظيفته، بل لإنها قناعته.
وفي يوم الاثنين، ١٦ يونيو ٢٠٢٥م قام ديفيد كونستانتين بافتتاح مؤتمر ISPO العالمي في ستوكهولم .
لحظة كانت مهمة للمنظمين في إيصال رسالة المؤتمر للعالم، من خلال ديفيد قسطنطين لإن رحلته تُجسّد كل ما يهدف هذا المؤتمر إلى إيصاله ، من أن حسن المعاملة لا يقتصر على التكنولوجيا فحسب، بل يشمل أيضًا السلوك.
قصة ديفيد تلهم الكثيرين اليوم في كل العالم بشجاعته وقوة ارادته وامتلاكه لزمام الأمور، قصته اهديها لكل أبناء وبنات وطني الحبيب، وأقول لهم ليس هناك عائق في الحياة، انتم المبدعون للوطن ،وأنتم العائق فالإختيار لكم.
مصدر المعلومات: موقع الجمعية الدولية للأطراف الصناعية والأجهزة التقويمية (ISPO).
المعالجة القصصية: ايمان عبداللطيف التمتكاني
صحيفة إضاءات الشرقية الإلكترونية